A review by nourhan09
كافكا على الشاطئ by Haruki Murakami, سامر أبو هواش, هاروكي موراكامي

5.0

"كل منا يفقد شيئاً عزيزاً عليه، فرصاً، إمكانيات، مشاعر لا يمكننا استعادتها أبداً. كل هذا جزء من معنى كوننا نعيش. ولكن في داخل رؤوسنا -أو هذا ما أتصوره أنا- نخزن الذكريات في غرفة صغيرة هناك.
غرفة كالرفوف في هذه المكتبة، ولنعي الأعمال التى كتبتها قلوبنا، علينا أن نصنفها وننظمها ببطاقات، ونزيل عنها الغبار من حين لآخر، ونجدد لها الهواء، ونغير الماء في أواني الزهور. بكلمات أخرى، ستعيش إلى الأبد في مكتبتك الخاصة بك."



.

مرة أخرى يتمكن الساحر "موراكامي" من كتابة شيء فريد من نوعه, شيء مميز وغريب خاص به, أو هو يشبه تماماً.
لا يمكن لأي شخص أن يكتب كما يكتب "موراكامي" وحتى وأن امتلك نفس الفكرة ونفس الشخصيات الا أن طريقة السرد سوف تكون مختلفة تماماً.
عندما قرأت "كافكا على الشاطئ" كان شعوري مشابهاً لشعوري عندما أركب لعبة الأفعوانية, ما بين جنون هذه اللعبة وصعوبتها وسرعتها الا أنني مستمتعة معها لأقصى درجة ممكنة, وما أن أنتهي منها أفكر في ركوبها مرة أخرى.
وهذا هو شعوري مع مؤلفات "موراكامي" وبالأخص "كافكا على الشاطئ" عندما أنتهيت منها بدأت أفكر متى سوف اقرأها مرة ثانية. وهل ابدأ بقرائتها في الحال.؟
لهذا الدرجة وقعت في غرام هذه الرواية, لايمكن أن أضجر من أحداثها وتفاصليها لأنها كثيرة وعميقة وساحرة.

.

عندما نأتي للقصة ماذا سوف نجد.
أولا: فتى مراهق يهرب من المنزل خوفًا من لعنة تطارده, وبسبب تصرفات والده الغريبه, يبدأ رحلة بحث عن والدته وأخته.
ثانياً: رجل عجوز يقضي أيامه بالبحث عن القطط الضائعة, ولكنه فجأة
يقرر أن يبحث عن نصف ظله المفقود .!

أن كنت تعتقد أن الحكاية بهذه السهولة والبساطة. تأكد من أنك مخطئ للغاية.
على الرغم أن القصة تبدأ هكذا ولكنها أكبر من ذلك بكثير, والحقيقة هي لم تبدأ هكذا.
القصة قد بدأت منذ سنوات عديدة. ومشوار حياة "كافكا و ناكاتا" هو مجرد إكمال لشيء قد حصل سابقاً.
قد تشعر بلحظة أنك فهمت كل شيء ..!!!
وفي لحظة أخرى تجد نفسك ضائعاً في كل الأحداث والخطوط الزمنية والعوالم الميتافيزيقيا التي كتبت,
ولكن على الرغم من كل هذا الجنون الا أن الرواية باذخة الجمال.
هي مزيج عجيب من الموسيقى والأدب والحب والعائلة والكتب والبحث عن الذات .
.

"القدر أحياناً كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهاتها . وانت تغير اتجاهاتك . لكنها تلاحقك . تراوغها بعد أخرى ، لكنها تتكيف و تتبعك . تلعب معها هكذا مراراً كرقصة مشؤومة مع الموت في الفجر . لماذا ؟ لأن هذه العاصفة ليست شيئاً يهب فجأة من بعيد ، ليست شيئاً لا يمت لك بصلة ، إنها انت . انها كل شي في داخلك . وكل ما عليك فعله هو ان تستسلم لها . ادخل اليها مباشرة .
ولحظة إنتهاء العاصفة ، لن تتذكر كيف نجوت منها ، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو ، ولن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا . ستكون متيقناً من أمر واحد فقط : حين تخرج من العاصفة ، لن تعود الشخص نفسة الذي دخلها ، ولهذا وحدة ، كانت العاصفة."