Scan barcode
A review by scloud71
في الطفولة by عبد المجيد بن جلون
4.0
يقول الأديب عبد السلام البقالي عن هذه السيرة الذاتية: "فإن سيرة عبد المجيد بن جلون مَعلمة باقيه لا يمر وقتها ولا تختفي كالموضات، ويعبر عن إنسانيته في كل زمان ومكان بغض النظر عن الوطن واللسان كما هو الشأن في جميع الروائع العالمية الخالدة"
هذه سيره ذاتية فريدة كونها تختص بمرحلة عمرية تتسم بالعفوية والسذاجة ألا وهي "الطفولة". في ثنايا صفحاتها نرافق الطفل عبد المجيد في مغامراته الطفولية منتقلا بين مانشستر والمغرب انتهاء إلى مصر حيث قررت التوقف عن السرد عندها لانتهاء طفولته عندها.
للكاتب مقصدين وراء كتابته لهذه السيرة: أولها إرضاء لرغبة في نفسه، وثانيها تسجيلا لحياة طفل عاش بين بيئتين متناقضتين (بلاد الغرب وبلاد الإسلام)
هنا نلمس تشتتا في هوية الطفل وحيرته بين البيئتين. يقول عن نفسه أنه عاش غريبا في كليهما؛ فالمجتمع الغربي يراه طفلا مختلف الديانة، والمجتمع الإسلامي المغربي يراه طفلا متشبعا بالقيم الغربية ونمط حياتهم كاللباس واللغة..
كوني مغربية؛ ضحكتُ كثيرا أمام وصفه الطفولي البريء لعادات أهل المغرب -والمراكشيين خاصة- أشياء عادية جدا في حياتنا استطاع الكاتب إعادة تجسيدها في ناظري من زاوية مختلفة تماما، ودفعني للتفكير في مغزاها بجدية!
أحببت إصرار هذا الطفل الأعجمي على تعلم لغة الضاد، وعشقتُ فيه وَلهه بالأدب العربي ورواده الكبار. أسرني حُبه لاقتناء الكتب وتمرسه للكتابة وقرض الشعر. ابهرني وصفه لجامع القرويين العتيق والدروس العلمية الشرعية المنعقدة فيه، كما حزنتُ لسلسلة الفقد التي توالت عليه وخطف الموت لأحبابه واحدا تلو الاخر
كان لي بعض التحفظات على بعض المواقف؛ تلك التي نلمس فيها بوضوح استغراق هذا الطفل في الحياة الغربية كاحتفابله بعيد الميلاد (الكريسماس) ثم علاقة الحب، التدخين والسُّكر.. لكنني اراها نتيجة طبيعية للمدة شبه الطويلة التي قضاها هناك.
هذا ولكم وددت لو طالت السيرة أكثر من ذلك لتتجاوز مرحله الطفولة إلى ما هو أبعد. اللغة السهلة الممتنعة ممزوجة بالطرائق الفنية للوصف جعلت هذه السيرة مناسبة لجميع الشرائح والفئات القرائية، وأرى أن كلاً يخرج منها بفوائد وعبر حسب مستواه المعرفي
قراءاتي في الأدب المغربي شحيحة تكاد لا تُذكر رغم حملي لهذه الجنسية ونشأتي في ربوع بلادها الخيِّرة، لكن تجربتي هذه لعبد المجيد بن جلون أوقدت فتيل الإقدام في نفسي على إعطاء فرصه أخرى لهذا الادب المميز..
رحم الله بن جلون وغفر له وتغمّده بواسع رحماته
هذه سيره ذاتية فريدة كونها تختص بمرحلة عمرية تتسم بالعفوية والسذاجة ألا وهي "الطفولة". في ثنايا صفحاتها نرافق الطفل عبد المجيد في مغامراته الطفولية منتقلا بين مانشستر والمغرب انتهاء إلى مصر حيث قررت التوقف عن السرد عندها لانتهاء طفولته عندها.
للكاتب مقصدين وراء كتابته لهذه السيرة: أولها إرضاء لرغبة في نفسه، وثانيها تسجيلا لحياة طفل عاش بين بيئتين متناقضتين (بلاد الغرب وبلاد الإسلام)
هنا نلمس تشتتا في هوية الطفل وحيرته بين البيئتين. يقول عن نفسه أنه عاش غريبا في كليهما؛ فالمجتمع الغربي يراه طفلا مختلف الديانة، والمجتمع الإسلامي المغربي يراه طفلا متشبعا بالقيم الغربية ونمط حياتهم كاللباس واللغة..
كوني مغربية؛ ضحكتُ كثيرا أمام وصفه الطفولي البريء لعادات أهل المغرب -والمراكشيين خاصة- أشياء عادية جدا في حياتنا استطاع الكاتب إعادة تجسيدها في ناظري من زاوية مختلفة تماما، ودفعني للتفكير في مغزاها بجدية!
أحببت إصرار هذا الطفل الأعجمي على تعلم لغة الضاد، وعشقتُ فيه وَلهه بالأدب العربي ورواده الكبار. أسرني حُبه لاقتناء الكتب وتمرسه للكتابة وقرض الشعر. ابهرني وصفه لجامع القرويين العتيق والدروس العلمية الشرعية المنعقدة فيه، كما حزنتُ لسلسلة الفقد التي توالت عليه وخطف الموت لأحبابه واحدا تلو الاخر
كان لي بعض التحفظات على بعض المواقف؛ تلك التي نلمس فيها بوضوح استغراق هذا الطفل في الحياة الغربية كاحتفابله بعيد الميلاد (الكريسماس) ثم علاقة الحب، التدخين والسُّكر.. لكنني اراها نتيجة طبيعية للمدة شبه الطويلة التي قضاها هناك.
هذا ولكم وددت لو طالت السيرة أكثر من ذلك لتتجاوز مرحله الطفولة إلى ما هو أبعد. اللغة السهلة الممتنعة ممزوجة بالطرائق الفنية للوصف جعلت هذه السيرة مناسبة لجميع الشرائح والفئات القرائية، وأرى أن كلاً يخرج منها بفوائد وعبر حسب مستواه المعرفي
قراءاتي في الأدب المغربي شحيحة تكاد لا تُذكر رغم حملي لهذه الجنسية ونشأتي في ربوع بلادها الخيِّرة، لكن تجربتي هذه لعبد المجيد بن جلون أوقدت فتيل الإقدام في نفسي على إعطاء فرصه أخرى لهذا الادب المميز..
رحم الله بن جلون وغفر له وتغمّده بواسع رحماته