A review by hayder_alabdaly
It Doesn't Take a Hero: The Autobiography of General Norman Schwarzkopf by Norman Schwarzkopf

الأمر لا يحتاج إلى بطل
مذكرات نورمان شوارتزكوف قائد قوات التحالف في عاصفة الصحراء، تلك الحملة التي كسرت فيها الماكنة العسكرية العراقية ومهدت لغزو العراق بعد سنوات منها،عاصفة الصحراء حصلت بعد الكارثة الاستراتيجية التي ارتكبها صدام بغزوه الكويت وبقائه فيها وتحديه لتحالف عسكري مكون من أكثر من ثلاثين دولة يفوقونه تطوراً وتسليحاً وتكنلوجيا ليمنى العراق بهزيمة نكراء لا مثيل لها في الحروب الحديثة رغم أنه كان يمتلك رابع أكبر جيش في العالم من ناحية تعداد الأفراد، لكن، هذا الجيش الكبير العرمرم كانت به عيوب خطيرة أولها ضعف تكلنوجيا المراقبة والاستخبارات وثانيها بدائية أنظمة دفاعه الجوي حيث أنه لم يكن بحاجة لتحديثها وقت الحرب مع ايران لأن الأخيرة لم تكن متفوقة عليه جوياً، أما ثالث عيوبه فهو تمركز وتكتل سلطة القيادة والقارارات بيد مجموعة أشخاص تنتهي بالرئيس صدام من دون وجود هامش تحرك وارتجال للقادة الميدانيين ليغدو الجيش في حالة من التعتيم والفوضى عند عزله عن مركز القيادة.
بدأت عاصفة الصحراء بقصف جوي تمهيدي لم يحدث في التاريخ العسكري سابقاً، حيث ألقيت في أول يومين منها كمية قنابل تعادل ما ألقي في حرب فيتنام بأكملها،تدمرت البنية التحتية العراقية وهزم الجيش قبل بدأ العملية البرية أصلاً والتي بدأت بعد أن باشر الجيش بالانسحاب وكانت عملية ابادة للقوات المنسحبة .
كان مجموع خسائر قوات التحالف في المعركة لا يتجاوز العشرات في مقابل الآفاً مؤلفة من الجنود والمدنيين العراقيين، وفي حين كان أسرى الحرب لدى العراق لا يتجاوز الخمسين شخصاً من دول متفرقة كان لدى التحالف ما يفوق الثمانون ألف أسير حرب نهايك عن أعداد طالبي اللجوء.
ما استخلصته من مذكرات شوارتزكوف الآتي
- لم تكن الكويت ذات أهمية لا لأمريكا ولا لدول الخليج لكن دول الخليج اعتبرت أن تجرؤا صدام على دولة عربية ذات سيادة وابتلاعها سيجعل من دول الخليج لقمته التالية وكانت مطالبهم الرئيسية تدمير القوة العسكرية لصدام أي نزع مخالبه، أما بالنسبة لأمريكا فيذكر شواتزكوف أن حصول صدام على نفط الكويت سيجعله يحصل على عائدات نفط تفوق دول الخليج مجتمعة مما سيمكنه من بناء ترسانة عسكرية جبارة تهدد اسرائيل والسلام العالمي حسب قول شوارتزكوف.
-أثناء فترة انتقال القوات الأمريكية إلى الأراضي السعودية وفي الأسابيع الستة الأولى كانت لدى صدام فرصة ذهبية لإيقاع هزيمة نكراء بتلك القوات، حيث أن عملية نقل الفرق والفيالق عملية معقدة فسرية الدبابات تحتاج مثلاً إلى 1500 عنصر بين فني وجندي ولا فائدة من وجود الطيران قبل تواجد وتكامل باقي القوات كما لا فائدة من وجود دبابات بدون عتادها ولا فنييها، لذا كان تكدس القوات في السعودية قبل اكتمال تكاملها وجاهزيته نقطة تؤرق شورارتزكوف حيث كان من الممكن شن هجوم عسكري عليها وانزال هزيمة كارثية بالجيش الأمريكي ستقلب موازين الأمور كلياً.
- كانت قوات التحالف تتوقع أن يستخدم صدام أسلحته البايلوجية في أية لحظة من المعركة لإيقاع أكبر ضرر بالقوات المهاجمة لكنه لم يستخدمها أبداً، لا أحد يعلم السبب.